هو الذي عرفه رسول الله ﷺ في حضرة جبريل عليه السلام بأنه : "أن تعبد الله كأنك
تراه ، فإن لم تكن تراه فهو يراك".
إذن فهو يتكلم عن العبادة ، ويتكلم عن القلب الضارع لرب العالمين ، ولذلك جلس علماء
هذا الفن ، هذا القسم ، هذا الأساس من أسس الشريعة من أجل أن يبحثوا بعمق فيه ، فقالوا
أن الأمر مبني على : "تخلية القلب من المهلكات" هذه المصطلحات لم تكن في الكتاب والسنة
، ولكن تعبر عما أراده الكتاب وأرادته السنة النبوية الشريفة، فهى من أُس الدين ،مثلما
حدث في علم الكلام ، مثلما حدث في علم الفقه ، مثلما حدث هنا في مجال التصوف .
"التخلي من المهلكات ، والتحلي بالمنجيات"
وأنظر إلى التخلي والتحلي وكيف أنهما على وزن واحد ، التخلي : الترك . والتحلي : الفعل
.
"التخلي والتحلي ينتج عنه التجلي"
ويؤلف لنا الإمام الغزالي في كتابه الماتع (إحياء علوم الدين) تفصيل تلك المهلكات كـ(
الحسد ، الحقد ، الغل ، الكبر ، .....) مثل هذه المهلكات ، وهذا الذي يجب علينا أن
نتخلى عنه لأنه خُلق قبيح .
ويضرب لنا في المنجيات ( التواضع ، الحب ، التسامح ، ....) أمثال هذه المنجيات ،أي
الخُلق الصحيح .
ولذلك صاغوا العبارة : " أن نخلي القلب من كل قبيح ، وأن نحليه بكل صحيح " حتى نصل
إلى أن نعبد الله كأننا نراه ؛فإن لم نكن نراه فهو يرانا